«وقف إطلاق النار» تعبير ملغوم

لا يمكن تجاهل السياق الذي تأتي به الإبادة الجماعية في غزة وهو مسعى المشروع الصهيوني لاستيطان فلسطين. لذا، لا بدّ من اختيار أهداف وشعارات تأخذ هي أيضًا هذا السياق بالحسبان.

فوقف إطلاق النار دون إزالة الاحتلال يعني عمليًا العودة إلى ما قبل الإبادة الجماعية، أي حصار غزة واحتلال فلسطين ومنع اللاجئين من العودة واستمرار ممارسات العدو الاستيطانية الاحلالية. كما أن الدعوة لوقف إطلاق النار تساوي، ولو عن غير قصد، بين "نار" الاحتلال غير المشروعة و "نار" المقاومة المشروعة. ولهذا الأمر تبعات سياسية خطيرة، إذ أن قبولنا به يقيّض حقنا بممارسة الكفاح المسلّح، ويمهّد الطريق لإدانة عمليات المقاومة المستقبلية بتهمة "انتهاك قرار وقف إطلاق النار الذي طالب الفلسطينيون أنفسهم والمتضامنين معهم به".

لا نقصد هنا الحكم على نوايا من استخدموا هذا التعبير. فسبق لمبادرة الدولة الديمقراطية الواحدة أيضًا أن أخطأت واستخدمته. لكننا لن نستخدمه في ما بعد، بل سندعو لوقف العدوان و/أو وقف الإبادة كخطوة أولى نحو تفكيك "الدولة اليهودية" وإقامة دولة فلسطينية ديمقراطية واحدة من النهر إلى البحر. وندعو شعبنا وحلفائنا والمتضامنين معنا للحرص هم أيضًا على استخدام تعابير مماثلة. فانتقاء الكلمات والسرديات السليمة والمتينة جزء من مقاومتنا ومن نضالنا التحرري.

سجلوا كمؤيدين لحل الدولة الديمقراطية الواحدة

للمشاركة

Scroll to Top