رسالة من فلسطين إلى قيادة حزب الله

نحيّي من فلسطين شعب لبنان، الذي استهدفه المشروع الصهيوني منذ نشأته وما زال يستهدفه. فالكيان الصهيوني الإحلالي الذي يعمل على استيطان فلسطين أعلن أيضًا نيته احتلال أراضٍ لبنانية وتفكيك مجتمع لبنان على أساس طائفي. حقًا، يشكل هذا المشروع خطرًا مشتركًا لفلسطين ولبنان وباقي مجتمعات المنطقة.

ومن هذا المنطلق، نوجه من فلسطين رسالةً إلى قيادة حزب الله. إن النظام الطائفي في لبنان أسسه الاستعمار نفسه الذي أقام في فلسطين دولة الاحتلال اليهودية. وهو نظام اقتتال. واليوم، بات لبنان أقرب من أي وقت لاحتراب داخلي يخدم إسرائيل. والمنطق الهوياتي كان وما زال سيد الموقف في المنطقة التي أعلن العدو مشروعه لتفكيكها إلى كيانات هوياتية.

وعليه، لا يمكن لمواجهة المشروع الصهيوني أن تكون أسيرة المنطق الطائفي. لذا، ليس الحل في حصر السلاح في يد النظام اللبناني الطائفي والعاجز، ولا الحل في وجوده في يد حزب اختار، حتى الآن على الأقل، تبني مشروع وخطاب هوياتي. لا بد، إذن، من التوجه للحل الوحيد: العمل من أجل انتقال من منطق الطوائف إلى منطق دولة المواطنة؛ أي تبنّي مشروع لدولة ترى مجتمعها مواطنين لا طوائف. دولة تؤمّن الحقوق الأساسية كالطبابة والتعليم حتى يتحرر المواطنون من التبعية والزبائنية. وتنتقل من الاقتصاد الريعي للاقتصاد المنتج حتى لا يهجَّر شعبها ولا يُترك تمويل جيشها للخارج، وهو ما ارتضته حكومات لبنان المختلفة على مرّ عقود. وتعتمد الخدمة المدنية والعسكرية لكل مواطنيها كأساس لانتقال خبرات المقاومين لجيشها ولإشراك سائر المجتمع في التصدي للعدو. أي دولة على نقيض تام مع دولة الاحتلال اليهودية ومع الأنظمة الهوياتية الأخرى في منطقتنا.

رسالتنا من فلسطين لقيادة حزب الله: لا يجوز أن تبقى مواجهة الكيان أسيرة بنية طائفية. ويمكن للمقاومين أن يكونوا قوة أساسية في مشروع بناء دولة المواطنة القادرة. فخذوا قرارًا تاريخيًا بوضع رصيدكم في هذا المشروع. هذا ما يحتاجه لبنان بوجه خطر الاقتتال الداخلي والخطر الخارجي، وهو خير ما تقدمونه لنضالنا في فلسطين.

3596 شخصًا وقعوا على هذه الرسالة. يمكنكم الاطلاع على أسمائهم أو إضافة توقيعكم من خلال ملء الاستمارة أدناه.

    عمري 18 أو أكثر وأوافق على أحكام التسجيل و سياسة الخصوصية

    سجلوا كمؤيدين لحل الدولة الديمقراطية الواحدة

    للمشاركة

    Scroll to Top